السبت، 27 مارس 2010

اعتصام أهالي ضحايا مذبحة بوسليم السبت 27 / 3 / 2010م

في أجواء مشحونة بالتوتر و الاستياء اجتمع اليوم السبت 27 / 3 / 2010 عدد من أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم في إطار اعتصامهم الأسبوعي في المكان المعتاد بالحديقة المقابلة لمقر القيادات الشعبية في البركة ، وهم يحملون صور ذويهم الذين قضوا في أحداث سجن بوسليم عام 1996 و ذلك للتأكيد على مطالبهم المعلنة سابقة .

الأهالي وعلى رأسهم منسقهم الأستاذ المحامي فتحي تربل أبدوا استياءهم الشديد بسبب إخلال الدولة بما تعهدت به فيما يتعلق بإصدار تقرير التحقيق النهائي للسيد محمد بشير الخضار ، و أكد السيد تربل بأن الأهالي أصبحت جميع الخيارات مفتوحة أمامهم الآن بعد أن أمهلوا الدولة حتى نهاية الفترة المحددة للتقرير ، و أنهم كانوا بصدد إعداد بيان بالخصوص ليصدروه اليوم ، لكنهم آثروا تأجيل ذلك إلى حين انتهاء مؤتمر القمة العربية الذي يستحوذ على الكثير من الاهتمام الإعلامي . كما أظهر عدد من الأهالي غضبه الشديد من عدم الالتفات حتى الآن إلى الملفات الصحية لبعض أهالي الضحايا التي يفترض فيها أن تكون عاجلة ، و اعتبر أن هذا التجاهل لا ينم عن نية لحل القضية بشكل عادل من جانب الدولة .

تحدث السيد خليفة سعد عبد الله الفاضلي عن ظروف اعتقال شقيقه التي قال بأنها انطوت على اعتقال والده كرهينة لحين حضور أخيه على حد تعبيره ، و قال بأنهم منعوا من زيارة شقيقه رغم محاولاتهم المتكررة ، و أن والدته باعت كل ما تملك من أجل تأمين حاجيات و أطعمة كانت تحملها للسجن ، و كان الحراس يستلمونها دون أن يخبرونهم شيئاً عن ابنهم ، و أكد على مطلب الإنصاف في هذه القضية . الحاج فرج سالم الوداني والد محمد فرج سالم الوداني ذكر بأن ابنه اعتقل منذ عام 1995 ، و قال بأنه حاول زيارة ابنه عدة مرات و لم يقابل إلا بسوء المعاملة ، و قال بأنه حتى الآن لا يعلم شيئاً عن ابنه منذ تاريخ اعتقاله ، و طالب بالكشف عن مصيره .

قبل أن ينفض الاعتصام أكد الأهالي على ضرورة الحضور يوم السبت القادم في نفس المكان و التوقيت للاستمرار في مطالباتهم المشروعة و العادلة بالحقيقة و العدالة .

علاء محمد الدرسي







الجمعة، 26 مارس 2010

السراب //// أحمد الشلطامي

إنه يجلس وراء الطاولة الحديدية داخل غرفة رمادية رطبة ... يجلس متجهم الوجه ..يجلس بثقه..يتأمل ملفا ويتصفحه ..يعبس ويتطلع حوله بحده .. يستدعي الواقف وراء الباب في الممر ..فاليدخل .. يقول له : قف !! يقول له : إقترب يقول له : إجلس يقول له : قل ما عندك ..يرفع السماعه ويتصل .. ويقول وهو ينظر نحو الجالس أمامه : تابع ويصرخ آخر : قف ! ويتوقف كل شئ فجأه !! يسترخي الجميع ولا يسترخي هو !! لا زال بنفسه شئ من احساس اللحظة السابقة .. ويصرخ آخر : استعدوا !! يجلس ثانية وراء الطاولة الحديدية في الغرفة الرمادية الرطبة .. يزداد وجهه تجهما ويزداد ثقة .. يستدعي بصوت آمر الواقف وراء الباب في الممر .. يأمره أن يقترب .. أن يجلس .. أن يحكي .. ومرة ثانية : قف .. ويتوقف كل شئ ... أما هو يزداد سخونة وتمثلا .. ويجلس مرة اخرى وراء طاولته الحديديه في غرفته الرمادية الرطبة .. وجهه هذه المرة يزداد تجهما ويكتسي صرامة حقيقية مخيفه ... يزداد احساسا بأهميته .. كأن هذه الارض وما فيها له وحده !!! يهدر صوته اذ يستدعي الواقف في الخارج .. يأمره بحده ان يجلس ... يزعق في وجهه ويستعجله كي يحكي .. واضح انه هذه المرة قد اتقن واجبه جيدا .. واضح انه تمرن على اداءه كما يجب .. واضح انه تعلم كيف يتقمص الشخصية الهامة كيف يكون او يعتقد ذلك !! انه الان لم يعد اداة لتجسيد دور الامر الناهي ... فهو هذه اللحظه .. اصبح الامر الناهي نفسه ... واخيرا ...قف انتهى كل شئ !!! يسارع الى سحب الطاولة من امامه .. عامل الديكور .. ويزيل شواربه المهيبه ..المشرف على المكياج.. ويخلع عنه السترة التي ألبسه اياها .. مسؤول الملابس .. ويقول له المساعد : انتهى دورك !! اذهب الى المحاسب وخذ اجرك !! وهو يذعن ويغالب بقايا الشخصية التي تقمصها عليه .. ينسحب نحو بيته حيث يقبع في احد اركانه بانتظار فرصة قد تجئ او لا تجئ !! ذات يوم يجر صاحبنا قدميه الى صالة السينما ... يجلس متحفزا في عتمة الصالة بانتظار رؤيه وجهه الهام على الشاشه .. يجلس ودقات قلبه تتصاعد .. ثم تجئ اللحظه .. يكتشف ان دوره كان قصيرا ..قصيرا جدا ... وان نفخة العظمة التي شعر بها اثناء التصوير ..والتي بقاياها لا زالت عالقه في وجدانه .. لم تعرض على الشاشه الا بضع ثوان !! بالكاد يلاحظها المشاهد!!! وهو يذهل اذ يعرف ان الاخر ذلك الذي كان يقول له : قف ...انتظر .. اجلس ...تكلم ..ذلك الذي هدده وصرخ في وجهه هو بطل الفيلم وشخصيته الرئيسية وهدف تعاطف الجمهور !!! الضوء الذي انار الصالة بعد انتهاء عرض الفيلم يفضح ذهوله .. يحني رأسه ويسير مع الاخرين نحو باب الخروج بحركات آليه .. يقف امام الصالة وفي نفسه شئ من الرجاء .. يلتفت حوله عل احدهم ينتبه الى أنه احد ابطال الفيلم عله يسمع جملة ما تشعره أنه دخل التاريخ ولكنه لا يسمع شيئا من هذا كله ..لا يسمع اي حديث يخصه !! وما سمعه كان حول الاخر ..ذاك الذي كان يقف وراء الباب !!!! حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .

أحمد الشلطامي - سجين سياسي سابق

السبت، 20 مارس 2010

اعتصام أهالي ضحايا مذبحة بوسليم السبت 20 / 3 / 2010م

حضر اليوم السبت الموافق 20 / 3 / 2010 على تمام الساعة 11:00 صباحاً عدد من أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم إلى مكانهم المعتاد لاعتصامهم الأسبوعي بمنطقة البركة في الحديقة المقابلة لمقر القيادات الشعبية لمدينة بنغازي ، رافعين صور ذويهم الذين قضوا في أحداث سجن بوسليم عام 1996 ، و مجددين تأكيدهم على المضي في المطالبة بحقوقهم المشروعة المتمثلة في مطالبهم الثمانية التي أعلنوها سابقاً.

أبدى اليوم عدد من الأهالي الحاضرين استياءهم الشديد من عدم الاستجابة إلى مطالبهم من جانب الدولة رغم اقتراب الموعد النهائي للتقرير المتعلق بالتحقيق في القضية و الذي يفترض أن يصدره السيد المستشار محمد بشير الخضار في موعد لا يتجاوز 23 / 3 / 2010 أي بعد ثلاث أيام من الآن ، كما أبدوا امتعاضهم من عدم استجابة مؤسسة القذافي لمطالبهم و احتياجاتهم الإنسانية كما وعدت ، و طالب هؤلاء الأهالي منسقهم الأستاذ المحامي فتحي تربل بتصعيد احتجاجهم و الخروج في الشوارع و عدم الاكتفاء بالوقفة الأسبوعية التي يواظبون عليها منذ عدة أشهر . كما حضر اليوم السيد سمير الكاديكي و هو شقيق أحد ضحايا المذبحة و هو سجين سابق كان اعتقل في كامل صحته و أفرج عنه مقعداً يعاني من المرض ، و قد ذكر بأن صحته تتدهور من سيئ إلى أسوأ ، و قال بأنه قد حكم عليه بالسجن سنة واحدة لكنه قضى سنتين ، أفرج عنه منذ عدة أسابيع و مازال الأمن يحتجز جواز سفره . كما تحدثت الحاجة سالمة محمد بوحبوطة ، و لديها ثلاث أبناء قضوا في مذبحة بوسليم هم ( صالح و عاشور و عبد السلام سالم عبد الرحمن الشراني ) ، قالت بأنها استمرت في نقل المواد لأبنائها الثلاثة بشكل دوري كل ثلاث أو أربعة أشهر على مدى عشر سنوات ، و أنها قاست كثيراً في سبيل ذلك حيث كانت أحياناً تضطر إلى المبيت في الشارع أو في حافلة ، و كان حراس السجن يستلموا منها المواد التي كانت تحضرها لأبنائها دون أن يمكنوها من زيارتهم أو يخبروها أي شيء عنهم ، و أبدت الحاجة سالمة استياءها من التحيز الواضح إلى جانب رجال الأمن في الشريط الوثائقي الذي عرض منذ أيام في القناة التلفزيونية الرسمية ، و أكدت أن أبناءها الثلاثة أبرياء و أنهم قتلوا ظلماً بدون محاكمة ، كما أكدت بأنهم مستمرين في المطالبة بحقوقهم حتى الموت .

و قبل أن ينهوا اعتصامهم لهذا اليوم أكد الأهالي عزمهم على الحضور في نفس المكان و التوقيت من السبت القادم للاستمرار في مطالبهم المشروعة و العادلة حتى يستجاب لهم.

علاء محمد الدرسي



السبت، 13 مارس 2010

اعتصام أهالي ضحايا مذبحة بوسليم السبت 13 / 3 / 2010م


في إطار اعتصامهم الأسبوعي اجتمع اليوم السبت الموافق 13 / 3 / 2010م أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم حاملين كعادتهم صور ذويهم الذين قضوا في أحداث سجن بوسليم عام 1996م ، و معلنين تمسكهم بمطالبهم المعروفة .

هذا الأسبوع لم يحمل جديد سوى مزيد من الترقب للتقرير الموعود للسيد المستشار محمد بشير الخضار ، حيث أن آخر موعد لإصدار التقرير النهائي للتحقيق شارف على الانتهاء و لا يفصلنا عنه سوى عشرة أيام . تحدث اليوم الأخ فرج محمد امطير شقيق مرعي محمد امطير و ذكر بأن مرعي من موالد عام 1969م ، اعتقل عام 1991م ، و قد حاول زيارته أكثر من مرة دون جدوى، و أن والدته طريحة الفراش جراء اعتقال ابنها ، و قال بأنه حتى طريقة تبليغهم كانت تخلو من الاحترام لمشاعرهم ، فقد كان المكلف بالتبليغ يتحدث في الهاتف عندما سلمه شهادة وفاة شقيقه ، و أكد بأنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم و أنهم بإذن الله سوف يحصلون عليها حتى و لو تأخر ذلك ، و حتى لو واصل المسيرة أبناءهم من بعدهم .

كما تحدثت الحاجة غالية محمد بوزعكوك والدة فتحي مصباح المهدي العريبي ، و قالت بأنه قد تم اعتقال ابنها في 23 / 12 / 1992م ، و أنهم حاولوا زيارته مرارا دون جدوى ، و أن والده المرحوم مصباح العريبي قد حاول كثيرا أن يزوره فلم يستطع حتى داهمه المرض و بترت رجليه ، و أصيب بالعمى ، و أنهم كانوا يحملون لابنهم المواد و الألبسة حتى عام 1999م ،و كانوا يسلمونها للسجن على أمل أن تصل لابنهم ، و أن حراس السجن لم يستجيبوا لتوسلاتها و دموعها ليسمحوا لها برؤية ولدها ، و أضافت بأن ولدها بريء و كان يتمتع بخلق حسن و لم يؤذي أحدا ، و أبرزت رسالة كان قد أرسلها لهم أبنهم قبل الحادثة ، و قالت بأن ابنها منذ أخذ منها عام 1992 لم تره بعدها ، و هو لم يحاكم و لم تثبت إدانته ، و الآن يأتوها بشهادة وفاة تعتبرها مزورة . و تساءلت هل يصح أن يحدث هذا في حق إنسان ، و أنهت حديثها بجملتين ( حسبي الله و نعم الوكيل ) و ( لك يوم يا ظالمني ).

مع اقتراب موعد آذان الظهر تفرق الأهالي و هم يؤكدون عزمهم على الحضور يوم السبت القادم في نفس المكان و نفس التوقيت لمواصلة اعتصاماتهم الأسبوعية إلى أن يستجاب لمطالبهم المشروعة .

علاء محمد الدرسي








الجمعة، 12 مارس 2010

سلوى حسين القاضي : كيف تم تبليغنا بوفاة أخي الشهيد عادل حسين القاضي

Posted on by السياسي الليبي

بسم اللة الرحمن الرحيم

الاخوة القراء الاعزاء ارغب في ان احكي لكم الكيفية التي تم تبليغنا بها بوفاة اخي الشهيد عادل حسين القاضي :

في شهرفبرير سنة 2009 بدأت الجهات الامنية بتبليغ بعض العائلات الليبية بوفاة أبنائهم في السجن ، وذلك بكل المدن الليبية ،ومن بين هذه العائلات ابنة عمي التي تم تبليغها بوفاة ثلاث من ابنائها وزوج ابنتها ، سافرت انا واختي الى درنة لتقديم العزاء لابنة عمنا المنكوبة المحتسبة أمرها لله ، عدنا الى بيتنا (منزل العائلة ) وتركنا امي عند ابنة عمي ، عدنا ونحن نشعر بالقهر والالم وننتظر نحن ايضا ان يبلغونا بوفاة اخي .. برغم ان الامل كان يشع بخيط رفيع ان اخي لازال على قيد الحياة لأسباب سنعرفها فيما بعد..

ونحن بمنزل العائلة تسرب الينا خبر بطريقة ما انا واختي أن اخي عادل موجود اسمه بالقائمة فكان وقع الخبر كالصاعقة سكنت أعيننا الدهشة وأمتلات قلوبنا بمرارة موحشة فأجهشنا بالبكاء صمتا ولم نستطع أن نبلغ أمي ولا أبي ولا العائلة بذلك لان البلاغ الرسمي من الجهات الامنية لم يصلنا بعد وذهب أخي الى جميع الجهات الامنية تلك العشية الى مابعد العشاء للتأكد من ذلك فوجدها جميعا مغلقة فقررنا ان نلتزم الصمت بمرارة موجعة لانهاية لها فنحن لانستطيع أن نقيم العزاء وان نبكي موتانا حتى تأذن لنا السلطات الامنية بذلك ..(اصدقت العجوز الى قالت ما يجدن غير البدع) حتى بكاء موتانا صار بأمر الحكومة (اى ظلم هذا ) .

الغريب في الامر اننا حرصنا كل الحرص ان لايسمع ابي الخبر تلك الليلة ولكن هو ايضا سمع الخبر فاذا به يتحدث الينا اناواختى وجسمه كله يرتعد ووجهة قاتما من شدة الاسى وعينيه مليئة بالدموع..عادل اسمه في القائمة

احتضنته انا واختى التى قالت له اصبر ابي فهو من الشهداء فصار ابي يجهش بالبكاء ويقول (يانعلى ياجنيني يانعلي ياجنيني )وفي محاولة منا كاذبة بالصبر والادعاء بالقوة حاولنا تهدئة ابي الذى طلب من اختي ان تذهب الى بيت ابنة عمي وان لاتخبر احدا بما سمعنا خصوصا امي وان تأتي بامي للمنزل بعد السهرية وننتظر الغد لعل الجهات لامنية الموقرة تعلن عن وفاة اخي.

بعد ان ذهبت اختي جلست بجانب أبي اضمه بكلتا يدي ولاادري ماذا اقول اوماذا افعل فقط الغصة تخنقني

والالم بحال ابي يحرقني .. ابي الذي صار يدور تلك الليلة جيئة وذهابا بين غرفته وباب البيت الخارجي حافي القدمين يجر رجليه جرا يصفق يديه بمرارة موجعة (يانعلي ياجنيني..يانعلي ياجنيني ).. ابي البالغ من العمر 80 عاماالذى حفرت على وجهه تجعدات 20 سنة من الالم والحنين والانتظار بصبر لعله يرى ابنه في اواخر عمره هاهو يجلس على حافة سريره تلسعه نار( الفقد ).. احيانا يجهش بالبكاء واحيانا يخرج الى الشارع ينظر يمينا ويسارا شاردا حزينا وكانه يامل ان ياته احد اويعزيه احد.. حتى انه كاد ان أن يقع على الارض عدة مرات من هول ما وقع على كاهله وهو في هذه السن وانا انظر اليه بأسى واقول حسبى الله ونعم الوكيل..

والله لوان محمود درويش راى حال هذا الاب تلك الليلة والعشرون سنة من الانتظار والحلم بعودة الابن يغتال بهذه الطريقة البشعة لما كفته 1000 صفحة من الشعر لوصف هذه الماساة الانسانية .

تلك الليلة لم يغمض لنا جفن فقط الدموع تنهمر بدون صوت خشية ان تشعر بنا امي التى هى بدورها جفاها النوم لاحساسها بان الغد ليس باليوم العادي بالنسبة لنا.

في اليوم التالي ذهب أخي الى الجهات الامنية ليسأل عن اخي فقالوا له (( ديرو عزاكم )) .

هكذا كانت كلمة باردة (ديرو عزاكم ) لكنها تحرق بوحشية.. تغتال بنهم الروح والجسد.. تشعر أن هذه الكلمة الباردة وكأنها مصهور رصاص يصب في احشاك قطرة قطرة ..بكينا وبكت معنا المدينة ، لم نبكي الموت بقدر ما بكينا القهر والظلم الموجع بوحشية ..بكت امى (أه ولو تدروا ماذا فعلت أمي) ولطمت الخدود هي وزجات اعمامي صويحباتها على مدى هذا العمر،(زوجات أعمامي تتجاوز اعمارهن 80 عام وأحداهن شبه مقعده )

لطمن الخدود وصرن يعددن ليس على موت عادل الذى كن يحببنه كثيرا وله مكانة خاصة فى قلوبهن لطيبة قلبه ونزاهة خلقه وبساطته ولكن بكينا طريقة موته ووحشية هذه الجريمة..لطمن الخدود غضبا ورفضا لعزاء بدون جثمان بدون صلاة جنازة بدون قبر.. بكينا حلم صاحبتهن الذى اغتيل بعد13 عام….فليست البشاعة فقط فيما ارتكب داخل اسوار السجن ، لكن البشاعة ايضا أن الاهالى ينتظرون وينتظرون على مدى هذه الاعوام يرسلون المؤن والملابس والادوية والاموال الى ابنائهم داخل السجن وحراس السجن يأخذون هذه الاشياء ولااحد يتكلم ولاحتى يقول لاتبعثوا هذه الاشياء مرة أخرى ..بل الآمر والادهى من ذلك انه كانت تصل بعض المعلومات ان ابنائنا على قيد الحياة (ومنهم أخي عادل) ..البشاعة ايضا ان الام تنام وهي تحلم كل ليلة بعودة ابنها تحلم وهى تقدم له ماخزنته في الفريز من لحم عيد كل سنة وقديد ، وتعطيه ماء زمزم وتمر المدينة والجلابيب من مكة التى احتفظت بها لحين عودته ، وتختار من بنات الجيران عروسا تناسبه ، تحلم هذه الام بعودة ابنها ومحاولة نسيان كل ألام تلك السنين وعذابات السجن ..تحلم وتحلم لتصحوا يوم 24/2 على اغتيال هذا الحلم .

وتأتي ابنة عمي التي فقدت ثلاث من ابنائها وزوج ابنتها في هذه المجزرة مستندة على عكازها تتمايل يمينا ويسارا تنظر في وجه ابي وامي رافعة يدها وتشير بالشاهد الى السماء قائلة بصوت عالى حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل ..اثبت ياسيدى اثبت ياسيدى ..ابنة عمي التى حين تنظر الى وجهها فأنت تنظر الى صبر لاحدود له وحزن لاتكفي انهار العالم لغسله عن وجهها .

وبعد كل هذه العذابات والالام ياتي الامر من الحكومة بان نقبل الدية في اغتيال اخي عادل ….رفض ابي ورفضت امي بشدة حتى انها قالت والله لو اجبرونا على ذلك فسوف احرق الاموال قبل ان تدخل الى المنزل.

واخيرا فانا اضم صوتى الى صوت كل الاباء والامهات الى صوت كل المقهورين من ابناء هذا الوطن واطالب ليس فقط بمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجزرة ولكن اطلب بمحاكمة الدولة على الصمت والعذاب الذي مارسته علينا طيلة 13 عام أطالب بمحاكمة كل المسئولين الذين سخروا من أحلامنا واستهئزوا بكرامة الاباء والامهات طيلة 13 عام ……………………وها أنا اعزي امي وأبي وكل الاباء والامهات بقول الله تعالى : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).

( أخت الشهيد..سلوى حسين القاضي )

12 مارس 201 شحات – ليبيا

للاطلاع على المقال الأصلي انقر هنا

free counters

السبت، 6 مارس 2010

اعتصام أهالي ضحايا مذبحة بوسليم السبت 6 / 3 / 2010م

بعد تعليق اعتصامهم لمدة أسبوع استأنف أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم اعتصامهم الأسبوعي اليوم السبت الموافق 6 / 3 / 2010م رافعين صور ذويهم الذين قضوا في المذبحة ، و مؤكدين إصرارهم على التمسك بمطالبهم المشروعة و العادلة المعلنة سابقاً .

و كان المحور الرئيسي لحديث الأهالي اليوم هو استهجان بعضهم للحديث الذي أدلى به السيد محمد بشير الخضار في الشريط الوثائقي الذي عرضته القناة الليبية الرسمية في الأيام القليلة الماضية ، و أبدوا استغرابهم من أن يصرح السيد الخضار بهكذا تصريح و لم يكتمل بعد التحقيق في القضية التي بين يديه ، خصوصاً و أنه لم يلتزم بالموعد المحدد لصدور التقرير المبدئي الذي تعهد به هو شخصياً في حديث أجرته معه صحيفة الشمس العام الماضي . كما أبدى البعض عدم ارتياحه لتأخر جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي الخيرية في الالتزام بما تعهدت به بخصوص النظر في بعض الحالات الصحية التي تحتاج إلى وقفة عاجلة بالرغم من أن الجمعية قد تسلمت ملفات هذه الحالات .

و تحدث الأخ ناجي علي عامر الزياني شقيق كل من سالم و فتحي ، عن استيائه الشديد من تجاهل الدولة لمطالبهم المشروعة رغم أنهم مصرين حتى الآن على الابتعاد عن طرق أخرى يشهد العالم بشرعيتها للوصول إلى حقوقهم ، و قال بأن أسرته لم تعلم شيئاً عن ابنيها منذ اعتقالهما 16 / 1 / 1989م ، و لم يتمكنوا من زيارتهما خلال كل السنوات الماضية ، و أن السجن كان يستلم منهم بعض الأشياء و المواد بوعد أنها ستصل إلى السجينين ، ثم بعد ذلك يأتوا في شهر 7 / 2009م ليخبروهم بوفاة سالم و فتحي ، و مع ذلك هم يمدوا أيديهم للدولة للصلح بعد تمكينهم من مطالبهم ، و لكن الدولة حتى الآن لا يبدو منها ما يفيد بنيتها في المصالحة .

و مع اقتراب موعد آذان الظهر انصرف الأهالي و هم يؤكدون عزمهم على الحضور في نفس المكان و الزمان من السبت القادم لتأكيد إصرارهم على المضي في مطالبتهم بحقوقهم حتى النهاية رغم كل ما يلقونه من تجاهل و تضييق .

علاء محمد الدرسي

الخميس، 4 مارس 2010

المدونون الليبيون يناقشون حريات الإعلام والإصلاح

مع إعطاء أهمية أكثر للإعلام والثقافة العربية، تسير المدونات الليبية على نفس النهج بانتقاد دور الحكومة.

جمال عرفاوي من تونس لمغاربية – 03/03/10

[أرشيف]يتساءل المدونون في ليبيا عن الهدف من الوزارات الحكومية التي تهاجم الإعلام المحلي.

تعرضت المدونات الليبية هذا الاسبوع إلى الحرية الاعلامية في العالم العربي وإلى غياب حوار متسامح ودور وزارة الثقافة.

حسب المدون أحمد الفيتوري فإن المواطن العربي يأمل " أن يكون إعلامه معبرا عن أحلامه وطموحاته، وجسرا للحرية والمشاركة ولا يتأتى هذا الا بالاتـفاق على استراتيجية إعلامية عربية واحدة، وهذه تحتاج إلى سياسة عربية موحدة تكون أساسا لها ". ويضيف الفيتوري "صحيح أن العرب يملكون المال، والطاقات البشرية المبدعة، لكن الجهات التي تسيطر هي التي تحدد الأجندة سلفا، فالإعلام الرسمي يركز على إبراز صورة الحاكم دون النظر إلى أهمية الخبر".

المدون عبدالدايم أكواس عبّر عن أسفه لغياب ثقافة الحوار والقبول بالرأي الآخر والنقد. "للأسف الشديد لم نستطع أن ننزع عن أنفسنا النمط القبلي حتى فيما يتعلق بالفكر والثقافة، حيث يتشبث كل واحد بــ"مرعىً" من الآراء والأفكار يقوم برعايته وتغذيته على أساس النظرة الأحادية ، فيعتبر ذلك المرعى ملكية مقدسة دونها الموت".

وأضاف أكواس "كل من يتعدى على هذا "المرعى" بالاختلاف أو النقد يُعرض نفسه للقذف بأسلحة القذف الشامل، حيث كل شيء وارد ومسموح بعيداً عن أدبيات الحوار وأخلاقيات الاختلاف".

من جانبه يأمل المدون غازي القبلاوي إعادة النظر في وزارات الثقافة من بلاده وبقية البلاد العربية. "ما حدث في ليبيا بعد إنشاء وزارة الثقافة ومن ثم تحولها فيما بعد إلى المؤسسة العامة للثقافة، أثبت أن الثقافة والمثقفين في بلادنا ومعظم البلدان العربية سيكونون في حال أفضل بدون هذه الهيئات والمؤسسات الحكومية".

" هذه الهيئات تحتكر النشاط الثقافي في البلاد، والتي لا تهدف إلا لوضع المزيد من القيود وتكبيل المثقفين وجعلهم موظفين في داخل هذه المؤسسة الحكومية". ويعتقد المدون أن ذلك يجعل المثقفين "يفقدون استقلاليتهم وقدرتهم على نقد الأوضاع المزرية في البلاد".

الحرية ومناقشة الإصلاح في ليبيا هي موضوع اهتمام متزايد سواء داخل أو خارج البلاد. الرأي العام المحلي والدولي رحب بقرار البلاد السماح لهيومن رايتس ووتش بإصدار تقرير تاريخي في طرابلس حول وضع الحريات في ليبيا.

المدون الليبي علاء محمد قال لمغاربية إن 'الإصلاح' لم يكن أصلا موجودا وفق المعنى المتعارف عليه. "بل إنه توجه لإحداث بعض الانفراجات في مختلف الاتجاهات والتي لم تهم القوانين والمؤسسات".

وأضاف "كانت هذه إحدى النقاط التي انتقدتها هيومن رايتس ووتش ديسمبر الماضي في تقريرها تحت عنوان 'ليبيا: الحقيقة والعدالة لا يمكنها الانتظار'. ما يسمى 'الإصلاحات' في ليبيا هي عبارة عن إنجازات غير منظمة وغير مؤسسية. وبالتالي، أي إنجاز قد يقدم يمكن دائما سحبه وهذا ما يحدث في الواقع. في حين أعتقد أن الصحيفتين الموقوفتين... سيسمح لهما بالصدوور لكن على الأرجح وفق شروط خاصة".

وقال المدون "إلى جانب ذلك، يمكن رفع الحجب على المواقع الليبية في الخارج ويوتيوب، لكن الحجب والتعليق سيكونان دائما سيفين للتهديد إلى جانب أدوات أخرى للاضطهاد".

من جهته، قال زياد الهاني عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين الإفريقيين في بيان لمغاربية إن السلطات الليبية "تعمد إلى حجب عدد من الصحف الالكترونية والمواقع التي تعتبر جزءا من التوجه الإصلاحي في ليبيا واعتقال كاتبين جمال حاجي وأحمد خليفة أمر غير مقبول. إنها انتكاسة في مسيرة انفتاح الإعلام التي شهدتها ليبيا مؤخرا " .


للاطلاع على المقال الأصلي