الثلاثاء، 26 يوليو 2011

مسيرة سلمية وهمية لتغطية تقدم قوات كتائب القذافي نحو القواليش


حاولت قوات القذافي يوم الأحد الموافق 24/7/2011 التقدم من منطقة الأصابعة لإعادة السيطرة على منطقة القواليش ، مستخدمة في ذلك مسيرة سلمية وهمية لتمويه تحركهم هذا . فقد أقحمت قوات الكتائب سيارات مدنية تحمل بعض العائلات بغرض التمويه و لاستخدامهم كدروع بشرية ، و تتخلل هذه العائلات بعض عناصر الكتائب المسلحة ، و تتبعها غير بعيد منها سيارات مسلحة و آليات عسكرية . غير أن الثوار تمكنوا من كشف هذا التحرك العسكري المموه لكتائب القذافي ، و حاولوا منع الموكب من التقدم مما نتج عنه اشتباك بينهم و بين العناصر المسلحة المرافقة للمسيرة المزعومة ، وتقدمت بعد ذلك سيارات و آليات الكتائب لتقوم بقصف مواقع الثوار بالراجمات و الأسلحة المتوسطة مما استدعى الثوار لرفع مستوى الاشتباك و استخدام أسلحة مماثلة لما تستخدمه الكتائب . و بعد حوالي أربع ساعات من المواجهة تمكن الثوار من دحر قوات كتائب القذافي و إجبارها على الانسحاب إلى مواقع تمركزهم السابقة بمنطقة الأصابعة . و قد نتج عن اشتباكات اليوم شهيد واحد و جريح واحد بين صفوف الثوار ، و تمكن الثوار من أسر ثلاث عناصر من كتائب القذافي أحدهم جريح و حالته حرجة ، كما تحدث الثوار عن مقتل و جرح عدد آخر في صفوف كتائب القذافي .
و مما يذكر أن الثوار تمكنوا من تحرير منطقة القواليش من سيطرة كتائب القذافي بتاريخ 6/7/2011 بعد اشتباكات استمرت عدة أيام ، و استعادت كتائب القذافي السيطرة عليها مرة أخرى بتاريخ 13/7/2011 غير أن سيطرتهم هذه لم تستمر سوى بضع ساعات قبل أن يعيد الثوار تحريرها مرة أخرى في نفس اليوم .






علاء الدرسي

الثوار ينزعون الألغام من منطقتي القواليش و الأصابعة


بينما تستمر حالة الترقب و المناوشات بالأسلحة الثقيلة و المتوسطة من حين إلى آخر بين ثوار الجبل و كتائب القذافي ، يبذل الثوار المزيد من الجهود في نزع الألغام التي خلفتها كتائب القذافي وراءها إثر تراجعها من المناطق التي أجبرت على الإنسحاب منها .
و قد ذكر السيد محمد النيش ، و هو أحد أفراد طاقم الهندسة العسكرية بالزنتان ، بأن الثوار تعاملوا حتى الآن مع عدة حقول ألغام و هي آمنة حالياً ، و لكن هناك عدة مناطق لم يتم استكشفها بعد ، و يتوقع أن تكون حقولاً للألغام . كما قال السيد محمد أن الألغام التي تستعملها الكتائب لها أضرار في المدى القريب و هي المتمثلة في عدة حالات سجلت لانفجار هذه الألغام و التي راح ضحيتها العديد بين شهيد وجريح و حالات بتر للأطراف ، بالإضافة إلى تضرر بعض السيارات و الآليات ، كما أن لهذه الألغام أضراراً في المدى البعيد ، فهذه الألغام مقاومة لعوامل الطبيعة ، فهي لا تتلف و لا تتآكل بسهولة و قد تبقى جاهزة للانفجار حتى بعد مائة عام من الآن أو أكثر .
كما قال السيد عبد الحكيم عيسى علي ، و هو خبير نزع ألغام من مدينة الزنتان ، بأنهم قاموا حتى الآن بنزع 1550 لغم من ضواحي مدينة الأصابعة خلال ثلاثة أيام فقط ، منها 1540 لغم مضاد للأفراد و 100 لغم مضاد للدروع ، بالإضافة إلى عبوات من المفرقعات العجينية شديدة الانفجار كانت موضوعة على الألغام المضادة للأفراد و هي مفرقعات قوية تبيد كل ما يصل إليه مداها من إنسان أو حيوان أو شجر ، و مازال الاستكشاف مستمراً بالمنطقة । و أبدى السيد عبد الحكيم استياءً و غضباً شديدين لكون كتائب القذافي تقوم بزرع الألغام بطريقة عشوائية و لا تتبع أياً من الطرق العسكرية المعروفة ، مما يدل على اتباع الكتائب لسياسة الأرض المحروقة ، كما يدل على أن من زرع هذه الألغام لا يفكر أبداً في نزعها مستقبلاً . كما توجه السيد عبد الحكيم برسالة إلى الليبيين الذين يستقبلون كتائب القذافي في مناطقهم ، مفادها " إن من استقبلتموهم في أراضيكم من هذه الكتائب يقاتلون اخوانكم ، و يلحقون الضرر بكم قبل أن يلحقوه باخوانكم ، بدليل أنهم يزرعون الألغام في مناطقكم بطريقة عشوائية دون مراعاة لأرواح البشر و ممتلكاتهم ، و هذه الحالة في ضاحية الأصابعة هي خير مثال على ذلك . فأفعال هذا النظام غاية في البشاعة و الشناعة ، و هو يحمل معه الدمار و الخراب أينما حل ، بما في ذلك بيوتكم التي تفتحونها له . عليكم أن تلتحقوا بأخواكم الثوار ، لأن القذافي لن يبقى في ليبيا إلى الأبد ، بل الشعب هو من سيبقى في ليبيا و هذه الأرض التي يحاول القذافي و كتائبه زرع الألغام فيها ".



علاء محمد