الأحد، 4 ديسمبر 2011

بين ألغام القذافي و إهمال المجلس


كثيرة هي الجرائم التي ارتكبها نظام القذافي طوال اثنان و أربعون سنة ابتداءً من سيطرته على حكم ليبيا عام 1969 ، و خاصةً خلال محاولاته إخماد ثورة 17 فبراير ، و المعارك العنيفة التي خاضها ضد أبناء الشعب الليبي . و لعل من أشنع هذه الجرائم جريمة زرع الألغام بطريقة عشوائية في مناطق قريبة من التجمعات السكانية ، مما يعرض حياة قاطني تلك المناطق للخطر الشديد . و تعتبر المنطقة المحيطة بكل من ككلة و القلعة من المناطق التي قامت كتائب القذافي بتلغيمها بطريقة مكثفة ، نتيجة لأنها كانت مسرحاً لكثير من المعارك الطاحنة ، و للكر و الفر ، و تبادل للسيطرة و التمركز بين الثوار و كتائب القذافي . و يعتمد سكان هذه المنطقة بدرجة كبيرة على الزراعة و الرعي، إضافة لقرب حقول الألغام من مساكن الأهالي مما يعرضهم و أطفالهم لخطر تلك المتفجرات . و ما يثير الانتباه هو عدم وجود أي جهد ظاهر للمجلس الوطني الانتقالي أو المجلس العسكري حتى الآن لنزع هذه الألغام أو الحد من خطورتها ، باستثناء بعض الجهود الأهلية قليلة الخبرة و التي تعجز عن إدراك الحد الأدنى من المطلوب مهم كان اجتهادها و بذلها .

ناصر عيسى من سكان ككلة و مهتم بنزع الألغام من المنطقة ، ذكر بأن هناك حوالي 2500 عائلة تقطن في هذه المنطقة تعتمد على الزراعة و جني الزيتون و الثمار لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم و استغلالها ، و ما يزيد الأمر سوءً عدم توفر خرائط أو معلومات دقيقة حول أماكن وجود هذه المواد المتفجرة ، بل أن ما تحصلوا عليه من معلومات هو من خلال المشاهدة و نتيجة لانفجار هذه الألغام فعلاً ، و لعل آخر هذه الحالات تعرض مجموعة من شباب القلعة لحادث انفجار لغم أدى لمقتل اثنين منهم . كما ذكر ناصر بأن هناك جهود قليلة بذلت من قبل بعض سكان الجبل ممن لديهم بعض الخبرة ، أسفرت هذه الجهود عن نزع حوالي 4034 لغم من بعض المواقع التي صنفت على أنها ملغومة . و قالت مريم بوغرارة ( عضو جمعية سيدة غريان ) بأن جمعيتهم قد قامت بزيارة عدة مواقع يعتقد بأنها ملغمة و قامت بتوثيقها و نقل المعلومات إلى أصحاب القرار و خاصةً المجلس العسكري ، غير أنهم لم يجدوا أذناً صاغية .

في ظل هذا الخطر المحدق ينتظر أهالي ككلة و القلعة أن يحظى هذا الأمر بمكان في سلم أولويات الحكومة الجديدة ، بعد أن غاب عن اهتمام المجلس الوطني الانتقالي و مجلسه العسكري خلال الأشهر الماضية رغم الرسائل المتعددة التي تصلهم بهذا الخصوص من خلال وسائل الإعلام ومن خلال بريدهم الخاص .


علاء الدرسي

المركز الليبي للتوثيق