الثلاثاء، 29 يونيو 2010

أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم يحيون الذكرى السنوية الرابعة عشر للمذبحة

حضر اليوم الثلاثاء الموافق 29 / 6 / 2010 عدد كبير من أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم التي وقت أحداثها في مثل هذا اليوم من عام 1996 و راح ضحيتها حوالي 1200 معتقل . وقد أحيا الأهالي الذكرى باللباس الأسود الذي غلب على مشهد الاعتصام اليوم كتعبير عن الحداد على أرواح الضحايا . كما رفع الأهالي الكثير من صور ذويهم الذين قضوا في المذبحة الشهيرة ، و رفعوا أيضاً الكثير من اللافتات و الشعارات التي تعبر عن استنكارهم للجريمة و استيائهم من تعاطي الدولة مع ملف القضية ، و تعبر عن مطالبهم المعروفة ، كما حمل الأهالي عدد من مجسمات التوابيت في إشارة رمزية لمطلبهم الملح و هو استلام رفات ذويهم الضحايا . و قد تفاجأ الأهالي اليوم بحضور أعضاء رابطة ( كي لا ننسى ) و وقوفهم أمام محكمة الشمال قبالة أهالي ضحايا بوسليم خصوصاً و أن بعضهم قد صرح السبت الماضي أنهم لا علاقة لهم بمطالب أهالي بوسليم ، و قد حضر أعضاء رابطة ( كي لا ننسى ) و معهم اللافتات و الصور ، و رفعوا أصواتهم بأهازيج شعبية ( كشك ) كما فعلوا السبت الماضي .

إضافة إلى حضور أهالي ضحايا بوسليم بعدد كبير تميز اليوم بحضور عدد من المحامين و متضامنين آخرين من مدينة بنغازي و من عدة مدن أخرى في ليبيا ، و قد صرح بعض المتضامنين من المحامين و المثقفين بتضامنهم الكامل مع أهالي ضحايا المذبحة ، و وجهوا الانتقاد للدولة لتقاعسها عن حل هذه القضية ، و طالبوها بتحمل مسئولياتها و الاستجابة لمطالب الأهالي في الحقيقة و العدالة و استلام جثامين ذويهم لدفنها بشكل لائق و موافق للشرع . قد أبدى الأهالي استحسانهم و تقديرهم لحضور و تضامن المحامين و شخصيات أخرى ، كما أبدى بعض الأهالي استياءهم من سلبية بقية الليبيين تجاه قضيتهم و التي هي قضية عامة تهم كل الليبيين ، و استغربوا غياب دور المشايخ و الأئمة في قضيتهم حتى الآن . في نهاية الاعتصام تلا منسق الأهالي المحامي فتحي تربل بيان لرابطة الأهالي بخصوص الذكرى تحصلنا على نسخة منه . جاء في هذا البيان :

بيان لرابطة أهالي ضحايا سجن "أبوسليم"

تمر اليوم الذكرى الرابعة عشر لأحداث المذبحة الكبرى في تاريخ الوطن ، التي وقعت أحداثها في يومي الثامن و العشرين و التاسع و العشرين من شهر يونيو 1996م ، التي راح ضحيتها أكثر من " 1200 " معتقلاً ، بأبشع الأساليب و أشدها انحطاطاً ، حيث جمع آلاف المعتقلين في الساحات العامة التابعة للمعتقل ليتم بعد ذلك إعطاء الأوامر لمجموعات من المرتزقة الذين جردوا من كل خصائص الإنسانية ، بإطلاق الرصاص عليهم ، في مشهد رهيب يصعب على الإنسان تخيله ، وسط ذهول المعتقلين و تكبيراتهم ، التي ارتجت لها أركان ذلك المعتقل و الذي تحول حينها إلى مجزرة و سلخانة بشرية ، سقطت فيها كل القيم الإنسانية و خصائصها ، و لم يكفهم ذلك ، و لم يرو غليل حقدهم الأسود ، فعمدوا إلى تلك الجثث الطاهرة ، فأخفوها أو سحقوها لتستمر الجريمة باستمرار التكتم عليها طيلة تلك الفترة .

و تحت إلحاح أهلنا و إصرارهم على معرفة الحقيقة ، بدأت تتكشف الجريمة ، و تم إبلاغ الأهالي عن بعض الضحايا و ليس كلهم ، و بدأت مرحلة أخرى من مراحل المعاناة وهي معرفة مصير بقية المعتقلين ، و ملابسات الواقعة و هوية مرتكبيها .

و نحن إذ نحيي هذه الذكرى في هذا اليوم و نعتبره يوم حداد وطني ، يجب أن تنكس فيه الأعلام و توشح في البلاد بالسواد ، يسرنا أن نبعث أسمى آيات الإجلال و الإكبار لإلى كل من :

أ‌- إلى أهالي الضحايا : نحيي صمودكم و تمسككم بمطالبكم العادلة ، و حقوقكم المشروعة ، التي تحفظ كرامة الإنسان ، و ترفع قيمته و تصون سائر حقوقه بعد أن استباحها الظالمون .

و رغم كل الضغوطات التي تمارس علينا و كل المؤامرات التي تحاك ضدنا ، عبر الأجهزة الأمنية ، و بعض الوسائل الإعلامية ، و بعض شيوخ القبائل إلا إننا بفضل الله و نصره و تأييده لن نتنازل عن حقنا ، و لن نبيع دماء أبنائنا ، و لن نعقد صلحاً تحت أي شعار ، و بأي ذريعة إلا إذا كان على أساس معرفة الحقيقة و من المسؤول عن الجريمة و مصير الجثامين .

ب‌- و نحيي كل وسائل الإعلام التي اهتمت و لازالت تهتم بقضيتنا و نحثهم على مزيد من الجهد و مساحة أكبر من التناول حتى تتكشف الحقيقة و تتحقق العدالة .

ت‌- و نحيي كوكبة المحامين الذين يقفون وراء قضيتنا العادلة و نشد على أيديهم و نطالبهم بالمزيد و نحث غيرهم من بقية شرائح المجتمع أن يحذو حذوهم .

ث‌- و نحيي كل الأحرار في العالم أفراداً و منظمات الذين أبوا إلا أن تكون لهم وقفات شجاعة و مساندات كان لها الأثر العظيم على نفوسنا ، فرفعوا أصواتهم عالية يعلنون فيها تضامنهم و مناصرتهم للمظلومين .

و نحن إذ نحيي هذه الذكرى نحب أن نؤكد على مطالبنا الحقوقية العادلة و المشروعة :

1- الإسراع في الكشف عن بقية المغيبين .

2- الكشف عن ملابسات الحادثة وكل تفاصيلها و ذلك عبر تحقيق جنائي شفاف و عادل و تقديم المتورطين للعدالة ، ثم بعد ذلك عرضها على أبناء شعبنا في وسائل الإعلام الوطنية ، لتكون بذلك ضماناً حقيقياً في عدم تكرار مثل هذه الجريمة .

3- تسليم الجثامين أو الإخبار عن مصيرها . حتى يزول الشك في موتهم ، و يتحقق اليقين عند أهاليهم .

4- تسليم شهادات وفاة أصلية و حقيقية تتضمن سبب الوفاة و تاريخها الحقيقي .

5- الاعتذار الرسمي من الدولة لكل أهالي الضحايا و ذلك عبر وسائل الإعلام الوطنية .

6- الإفراج عن أقارب الشهداء الذين لا يزالون في المعتقل ، و يساوم أهلهم بهم مقابل التنازل عن حقهم في معرفة الحقيقة ، و إرجاع كافة المغتصبات من أموال و عقارات و مستندات و غيرها .

7- التعويض المادي العادل و المنصف الذي يرضي أهالي الضحايا دون الضغط أو التضييق عليهم .

معاً من أجل حياة آمنة كريمة

رابطة أهالي ضحايا سجن بوسليم

انتهى البيان

علاء محمد الدرسي


هناك تعليقان (2):

  1. ربي يعطيك الصحة ياعلاء .
    العدالة والقصاص من السفاحين والجزرين الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء في حق الوطن هذا هو مطلبنا الذي لن نحيد عنه .

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم أخي علاء.. أنت وكل من أحق الحق في الأرض وحارب الباطل.. ووقف في وجه الظلم والفساد.. يقول الله تعالى:".. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".. وقال سبحانه: إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون. الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين".. فالصبر الصبر والثبات أخوتي في الله أن الفرج لقريب بان الله..
    hana-Ibrahim

    ردحذف