السبت، 22 مايو 2010

اعتصام أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم اليوم السبت 22 / 5 / 2010

بعد تعليق اعتصامهم للأسبوع الماضي حضر اليوم أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم بمدينة بنغازي إلى مكان اعتصامهم المعتاد أمام محكمة شمال بنغازي ليفاجئوا بأعضاء رابطة ( كي لا ننسى ) يقفون في المكان الذي اعتادوا الوقوف فيه للأسابيع الماضية و هم يحملون الأعلام الخضراء و صور ذويهم و اللافتات و صور العقيد القذافي ، فآثر أهالي ضحايا بوسليم تغيير مكان اعتصامهم و العودة لمكانهم السابق في الحديقة المقابلة لمقر القيادات الشعبية ، ابتعاداً عن المشاكل و درأً للفتنة على حد تعبيرهم . و قد انتقل الأهالي إلى منطقة البركة و وقفوا وقفتهم الاحتجاجية المعتادة ، و رفعوا صور ذويهم الذين قضوا في مذبحة سجن بوسليم عام 1996 . و قد عبر عدد من الأهالي عن استيائهم من سلوك أعضاء رابطة ( كي لا ننسى ) من حيث ملاحقتهم لأهالي ضحايا بوسليم من مكان إلى آخر و كأنهم يتعمدون الاصطدام بهم في كل مرة ، و برر البعض بأن هؤلاء الناس مدفوعين من جهات أخرى لغرض الاشتباك مع الأهالي لغاية في نفوسهم ، و طالبوا رابطة كي لا ننسى بالتوجه بمطالبهم إلى الدولة فهم ليس بينهم و بين الأهالي أي شيء على حد قولهم ، كما طالب البعض المسئولين في الدولة و جمعية القذافي لحقوق الإنسان بأن يكون لهم موقف من هذه الأحداث ، و أن يفوا بالوعود التي قطعوها فيما يتعلق بقضية بوسليم ، كما طالب البعض المنظمات الحقوقية و الإنسانية الدولية و الأحرار في العالم بمزيد من الدعم و المساندة لهم و لقضيتهم المشروعة و العادلة .

و قد توجهت كل من الأخوات ( والدة فتحي الطويل الحاسي ، و والدة أشرف عفيفي الفلسطيني ، و شقيقة عدنان الحصائري ) إلى مقر القيادات الشعبية القريب أثناء الاعتصام للسؤال عن أبنائهن الذين لم يبلغوا عن مصيرهم حتى الآن ، إلا أنهم لم يحضوا بإجابة كما يحدث معهن دائماً عن السؤال عن ذويهن .

في نهاية الاعتصام تفرق الأهالي عائدين إلى بيوتهم و هم يؤكدون عزمهم على الاستمرار و الإصرار على مطالبهم المشروعة و العادلة حتى يحصلوا عليها ، مهما كانت العراقيل و التهديدات التي تواجههم .

علاء محمد الدرسي



هناك تعليقان (2):

  1. جلال الصمت يسود الغاب ، والصخور امامنا ومن حولنا تشكل اسوار العزلة ، قدرنا ولدنا وترعرعنا هنا ، هذه بلادنا ليس لنا مكان آخر نلجأ اليه ، يضيق بنا المكان ويعز علينا هجرانه ، يسكن بين جوانحنا ، لن نبرح المكان ، ولن نتزحزح عنه قيد انملة ، مهما فعلوا بنا .

    سيادة الامين العام :

    ان خير الرعاة من يقود قطيعه للمروج الخضراء .. فتقبل ان اهمس في اذنك نبض ومعاناة شعب يوسم المنظمة التي تتربعون على عرشها بـ " المنظمة الصماء " . هنا في بلد اقررتم باستقلاله وبحق شعبه في الحرية والحياة . اسمه ليبيا . شعب يتطلع الى معانقتكم وهو يصرخ آلما وحزنا وجهلا وفقرا واستبدادا وقهرا لسنوات وسنوات ، هنا حيث الكلام من المحرمات ، انتهز فرصة تمرير كلمة مكتوبة ، من وراء كواليس الانترنيت ، علها تقع ذات يوم بين ايديكم ، وتلقى قبول إصغائكم . بعد اربعين عاما من الصمت ، والآلم ، والحزن ، والحصار ، والجور، ومرارة علقم العبودية .

    سيادة الامين العام :

    هنا تزدحم ذاكرة المكان والزمان بروائح الموت ، وبعذابات التخلف والضجر والخوف وانقطاع الامل ، والمستقبل المظلم . هنا مواعظ تنتشر منها رائحة اللحود . والكل يسأل : اين هي منظمة الامم المتحدة ؟ الاتسمع بنا ؟ الا تصغي للآمنا والآم اطفالنا ونساءنا وشيوخنا ؟ أما ازكمتها روائح المجازر حيث تنحر الافكار ؟ أم ان صمم النفط اصابها كما اصاب الدول العظمى التي تخلت عنا ولا تزال تحتفظ لنفسها بشعارات ريادة العالم الحر !!!!

    سيادة الامين العام .

    بالامس تم استدعاء والدي الى مكتب المأمور الامني ، وكان لزاما عليّ مرافقتة ، وقد طعنته سنون القهر والمرض ، كما انه ليس لديه غيري فانا اكبر شقيقاتى البنات ، انتظرنا امام مكتبه طويلا ، وازلامه تحدّق بي وتحدجني بنظرات الذئاب المتحفزة للوثوب ، وهي لا تدرى أنها تبصق في وجه الريح . ثم اولجنا الى حجرات وحجرات ، امتثلنا امامه دون شهيق أو زفير . راقبنا بعينان تشعان بالإحتقار ، وشفاه تتبرم بالاشمئزاز ، والزبد يرغي على شدقيه . ارتعش قلبي ، وارتسم الروع على وجهي ، واصطكت رجلاى . وبوجه يتقطب بالحقد وينم عن روح صغيرة ترتجف على قاعدتها ، ودون اكثرات بمشاعر انسان طاعن السن ، قدم لنا ورقة مكتوبة ، عنوانها " شهادة وفاة " من تلك التي توزع بالتناثر على احياء المدن والقرى الليبية مند مطلع العام 2009 . تفيد الورقة بأن نجل الاسرة الوحيد " اخي شقيقي " توفي بالسجن بعد ان قضى أكثر من ثلاث عقود من الزمان داخل اروقته المظلمة التي لم تمنحنا يوما فرصة لزيارة اخي .
    كان أخي طالبا بالجامعة عندما أقتيد الى سجن أبي سليم عام 1976 ، وكنت آنذاك طفلة صغيرة ، أعي أن أخي الذى كنت انتظر قدومه بين الحين والآخر قد غاب ، وأن أسرتي لهذا السبب تعيش حالة حزن وآلم واكتئاب لا تنقطع طوال هذه السنين لاجله . والى أن يأتى اليوم الذي يعود فيه .
    قرأت الورقة ، وكتمت شهقة في مهدها ، وحسبتني هويت إلى غور بعيد القرار . تنفست بحشرجة المختنق ، ثم جمعت انفاسي بعد لأى ، وتشرّبت اللهب المندلع يصدع احشائي . وقف لساني برهة عن الكلام ، علا وجهي الاغبرار، تذرعت بالحزم الأوفى ، وبوقع الرعد القاصف أخبرت والدي بفحواها . ساد صمتا واسعا كالفضاء ، زلزلت الارض من تحت اقدامنا حتى رغبت ان تفغر فاها لتلتهمنا ، أرخى الليل سدوله مظلم حالك دامس ، نضجت النجوم في وضح النهار ، ولبس الكون أمامنا تاج الآسى والحزن . جررنا اذيالنا عائدين بعد ان سمح لنا بالمغادرة ، نتلمس الطريق بيد مرتجفة ، كاطيار يسودها الذعر ، واثقال الحزن العميق ترهق كواهلنا . أسير بين الناس كأنني أمشي بين أنقاض وأعضاء مبثورة عن أجسادها ، أرى أشلاء مقطعة كأنها بقايا مجزرة هائله ، أصرخ ويذهب صوتي بددا على سطوح المستنقعات ، تتطاير الحصى بخطواتي . وما ان لقيت باكيا إلا رأيت وجهه مقبلا عليّ كأنه يسألني : ترى من أين يذبح الانسان إذا كانت دموعه هي دماء روحه ؟





    http://boot5.blogspot.com/2009/02/blog-post_9595.html

    ردحذف
  2. اجرررررررررم

    ردحذف