السبت، 6 فبراير 2010

اعتصام أهالي ضحايا بوسليم يوم السبت 6 – 2 - 2010

اجتمع اليوم السبت 6/2/2010 كالمعتاد عدد من أهالي ضحايا مذبحة سجن بوسليم في أجواء يسودها الترقب لما سيسفر عنه تحقيق السيد محمد الخضار المحدد له مدة زمنية تنتهي في منتصف هذا الشهر . و كما هي عادتهم رفع الأهالي صور ذويهم الضحايا ، مطالبين بالكشف عن حقيقة ما حدث لهم ، و تقديم الجناة إلى العدالة . و بعد وقت من تجمع الأهالي وتر الأجواء حضور سيارة شاحنة تابعة للأمن تحمل عدداً من رجال الأمن أنزلتهم في الساحة المجاورة لموقع تجمع الأهالي غير بعيد منهم ، و لكن لم يبدو على رجال الأمن أي اهتمام بالتجمع و توجهوا نحو مبنى قريب .و دارت عدة حوارات بين الحاضرين أبدوا من خلالها إصرارهم على مطالبهم الثمانية المعلنة سابقاً ، و أكدوا ثقتهم بأنهم سيصلون إلى هدفهم مهما كانت الصعاب و المعوقات ، و مهما طال الزمن . و تساءل البعض ما إذا كانت مطالبهم مستحيلة ؟ و إلا ما المانع من أن تلبّى ؟ و قال الأستاذ المحامي فتحي تربل منسق الأهالي بأنهم سيتشاورون فيما بينهم بخصوص توسيع نشاطهم للمطالبة بحقوقهم إذا لم تستجيب الدولة لهم في وقت قريب ، و هم يتمنون أن يسفر تحقيق السيد الخضار عن ما يبشر بتحقيق مطالبهم .
و تحدثت إلينا بعض الأمهات عن معاناتهن جراء فقدان أبنائهن و عدم معرفة مصيرهم على مدى سنوات و طالبن بالكشف عن حقيقة ما حصل . الحاجة حميدة حسين الجويلي ( مقعدة ) تكلمت عن ولديها صالح جعودة ، و عيسى جعودة ، و ذكرت أن ابنها صالح كان كابتن طيار و قد توفي في حادث الطائرة المنكوبة عام 1992 م قرب مطار طرابلس ، و قالت بأن الدولة اكتفت بتعويضهم مادياً دون كشف حقيقة ما حصل ، بينما ابنها الآخر صالح كان قد اعتقل عام 1989م و لم تتمكن من زيارته أبداً و أن العائلة كانت على مدى عدة سنوات ترسل المواد الغذائية و الألبسة و غيرها و تقوم بتسليمها للسجن على أمل أن تصل إلى ولدها ، ثم تفاجأت السنة الماضية بأنهم يخبرونها بموت ابنها منذ سنوات ، و طالبت بمعرفة حقيقة ما حصل . ثم تحدثت بعدها الحاجة وداد الشكري والدة كل من رشيد فرج بازامة ، و جمال فرج بازامة ، و قالت بأن ابنها رشيد اعتقل قبل 21 سنة و جمال قبل 15 سنة ، و أنها طوال هذه السنوات حاولت طرق جميع الأبواب من أجل أن تمكن من زيارة ولديها دون جدوى ، و قد كانت تقوم بإرسال كل شيء لأبنائها حتى أنها كانت تخيط لهم الملابس و ترسلها لهم و كانت إدارة السجن تقبل ما يرسلونه لأبنيها و هذا ما كان يبعث فيها الأمل بوجود ولديها على قيد الحياة ، و تم تبليغها خلال السنة الماضية بموتهما و سلموهم أوراقاً لا تثق في مصداقيتها ، و هي تطالب بمعرفة حقيقة ما حصل لهما . بعد ذلك تحدثت الأخت الفلسطينة سميرة الصادق ابراهيم عيسى ، والدة أشرف محمد عفيفي ، فلسطيني الجنسية و مولود في ليبيا ، حسب ما أفادتنا والدته اعتقل أشرف في 13/2/1993 و هي إلى الآن لا تعلم عنه شيئاً و لم تبلغها السلطات بما آل إليه مصير ولدها ، و هي قامت بعدة محاولات لزيارته خلال 17 عاما الماضية و لم يسمح لها بذلك و قد كان السجن يأخذ منها ما تحمله لابنها من مواد غذائية و ملابس صرفت عليها مبالغ طائلة خلال عدة زيارات على أمل أن تصل إلى أشرف ، و قد طرقت كل الأبواب الممكنة بما فيها أجهزة الأمن المختلفة و جمعية القذافي لحقوق الإنسان في طرابلس و السفارة الفلسطينية دون جدوى ، و طالبت بالكشف عن مصير ابنها أو كما قالت ( يقولوا لي حي أو ميت ) و تريد أن تعرف بأي ذنب اعتقلوه . بعد ذلك تكلمت الأخت نجية مصطفى محمد عيسى ، زوجة محمد المهدي ، من منطقة سلوق ، أفادتنا بأن زوجها اعتقل عام 1993م و أنها لم تتمكن من زيارته بسبب حالتها المادية ، و أنها لم تسمع عنه شيئاً منذ اعتقاله ، و هي تعاني بسبب مرض ابنتها سليمة محمد المهدي ، المصابة بمرض سرطان الدم و هي تصارعه منذ سنتين ، و هي قد سافرت بها إلى مصر و صرفت على علاجها مبالغ طائلة ، إلا أن علاجها لم يستكمل بسبب ضيق الحال ، و هي بعد رجوعها من مصر ذهبت إلى القيادات الشعبية لغرض طلب مساعدتها في علاج ابنتها فلم يقدموا لها غير شهادة وفاة زوجها ، كما أنها ذهبت إلى جمعية القذافي لحقوق الإنسان لتطلب مساعدتها و لكن دون جدوى ، و رغم ظروفها المادية الصعبة و إقامتها مع أسرتها في حجرة في بيت ضيق بمنطقة سلوق كما ذكرت إلا أنها لا تطلب شيئاً غير علاج ابنتها التي أنهكها سرطان الدم ، و سليمة تقبع الآن تحت قسوة المرض الخبيث في قسم عناية مستشفى الجمهورية ببنغازي .
أخيراً تفرق الأهالي دون أن يلقي المنسق الأستاذ المحامي فتحي تربل كلمة ختامية كالعادة ، و كاجتماعاتهم السابقة ذهبوا بعد أن تعهدوا بالتواجد في نفس المكان و التوقيت من السبت القادم لذات السبب .


علاء محمد الدرسي

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف