السبت، 10 يوليو 2010

ليبيا تبلغ فلسطينيين بوفاة أبنائهم الذين قتلوا في حادثة سجن بوسليم - الجزيرة نت


أهالي ضحايا سجن بوسليم الفلسطينيين يرفضون المصالحة أسوة بالعائلات الليبية (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي
أبلغت السلطات الليبية عائلات فلسطينية بوفاة أبنائها بعد 14 عاما على وقوع حادثة القتل الجماعي داخل سجن بوسليم بضواحي العاصمة في يونيو/حزيران عام 1996، والتي راح ضحيتها 1200 معتقل أغلبهم من التيارات الإسلامية.
وقالت عائلة ورد -التي تقيم في مدينة بنغازي- إن شهادة الوفاة التي سلمتها ليبيا لم تشر فيها إلى أسباب ومكان وفاة ابنها فؤاد ورد الذي اعتقل عام 1992 حين كان عمره آنذاك 18 عاما، مؤكدة أنه لم تكن لديه نوايا "سوداء" ضد الجماهيرية.
وطالب شقيقه جمال بالرفات وتحقيق "عادل ومستقل" لمعرفة "الجاني" -حسب تعبيره- ومحاكمة الجناة، قائلاً في حديث للجزيرة نت إن عائلته عاشت طوال فترة اعتقاله على أمل "أنه على قيد الحياة" في غياب معلومات عن أسباب اعتقاله.
وكشف أن شقيقه تعرض لأبشع أنواع الضرب والتعذيب على يد أفراد الأمن الداخلي في بنغازي حين تمكنت الأسرة من زيارته، وإطلاق سراحه ليوم واحد، حيث اعتقل مرة أخرى في اليوم التالي.
ورد طالب بتحقيق عادل ومستقل لمعرفة الجاني (الجزيرة نت)
بلا محاكمة
وتبين للعائلة -التي جاءت إلى ليبيا عام 1969 قادمة من مخيم شاتيلا في لبنان- أن ابنها المفقود توفي عام 1996 بلا محاكمة، ورفضت الدخول في مصالحة مع الجانب الليبي "مالم تطلع على حقيقة وفاته داخل السجن".
وتحدث جمال عن آثار اعتقال شقيقه، وقال إن والدته كانت تنتظر أعياد ثورة القذافي لإطلاق سراحه، حتى أصيبت بجلطة دماغية عام 1995 أدت إلى وفاتها حينما قررت طرابلس طرد الفلسطينيين، فقد كانت الأم تفكر "كيف تخرج من البلاد، وابنها في السجن؟".
ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، ففي عام 1996 اعتقل الأمن الابنين محمد وعلي، غير أن الأول أطلق سراحه عام 2006 ليخرج على كرسي متحرك، والثاني أطلق سراحه عام 2001 عبر مؤسسة القذافي التي يقودها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي.
وانتقد جمال ورد سفارة فلسطين في طرابلس، واصفا إياها بأنها "محل لجباية الرسوم والضرائب" وقال إن موقفها "سلبي" مشيراً إلى أن السفارة ردت على مطالباتهم بالتحرك "أن هذا شأن داخلي ليبي، وليس للسفارة علاقة به". وتعذر حصول الجزيرة نت على تعليق السفير الفلسطيني لوجوده في رام الله.
أسباب الوفاة
وعبرت أم المفقود الفلسطيني أشرف العفيفي عن حزنها العميق إثر تبليغ القيادات الشعبية في بنغازي عن وفاة ابنها، قائلة في زيارة قامت بها الجزيرة نت لبيت العائلة في بنغازي إنها لا تعرف أسباب وفاته حتى الآن.
أم أشرف تريد أن تعرف كيف مات ابنها؟
(الجزيرة نت)
وأشارت أم الفقيد إلى أن شهادة الوفاة لدى الجهات الشعبية في بنغازي منذ عامين، ولم تقم بتبليغهم إلا مؤخرا. وتريد الأم معرفة إن كان أشرف مات تحت "التعذيب" أو قتل بالرصاص الحي.

ونقلت عن مسؤولين محليين أكدوا لها أن ابنها على قيد الحياة في سجن بوسليم ولم يكن ضمن الأموات في "المذبحة" الجماعية. ودعت ليبيا إلى كتابة أسباب الوفاة التي قالت إنها سوف تخفف من وطأة حزنها طوال حياتها.

وكانت الأم قالت في تصريحات سابقة للجزيرة نت إن أشرف اعتقل على يد جهاز الأمن الداخلي يوم 13/2/1993 بعد التحاقه للدراسة بمعهد القوارشة، وقد ولد في بنغازي وجميع أصدقائه من الليبيين.
واستطردت حينها قائلة حاولنا بشتى الوسائل التعرف على مكان اعتقاله، وكل المعلومات تؤكد وجوده في طرابلس، ولم نعرف مكان اعتقاله إلى أن ذهبنا إلى سجن بوسليم ومعنا هدايا فأخبرونا بوجوده، ومنذ عام 1996 انقطعت أخباره.

ورفضت عائلة العفيفي قبول المصالحة أسوة بالعائلات الليبية التي لديها ضحايا في حادثة السجن الشهيرة. وانتقدت بشكل لاذع عدم "تفكير الجناة بمشاعر الفلسطينيين" مضيفة أن أشرف "كان ليبيا أكثر من الليبيين".
المصدر:الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق